﹗لتنمية الجبل، زوروا الجبل
VISIT SKOURA M'DAZ
مســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارات الماء
عبــــــــــر
مسارات الماء ، "إيبرذان وّامان" في جماعة سكورة مداز بإقليم بولمان، في الوسط الشمالي للمملكة المغربية، باقة من مسارات المشي الجبلي يختارها "أنجدي " بعناية، نأخذ فيها ضيوفنا وأصدقاءنا للاستمتاع بما يرسمه الماء على هذه الأرض، و ما تحكيه النقط المائية المتنوعة من حكاياتها عبر الزمن، من ينابيع "إجلوان" الكريمة، إلى بئر الأعالي في قمة "لهري"، من أخاديد مضايق "المحصر" إلى الأعجوبة المتفجرة من الصخر في "أفياح"، ومن الكَرمِ الفيّاض لعيون "تادوت" إلى تعرًّجات واد "كيكو" الصاخب في أمسيات الخريف، ومن تحت" السيوف الفضية في أغمادها الخضراء": شلالات تادوت الفريدة، نسترسل في حكايات الزمن و الناس، على طول السواقي، شرايين الحياة في قُرانا الصغيرة، و من فوق جسورنا الصامدة، ومن داخل طواحين الماء التي تقاوم النسيان.
من بلاد الينابيع القديمة، سكورة مداز، إلى بحيرة سد مدازالجديدة، نحكي عن قلق الماء، و أمل الماء، و مستقبل الماء، من تراثنا الثقافي المتنوع، و من الواقع المتحول للإنسان و للموارد، ومن أملنا في مستقبل أفضل للناس على هذه الأرض، بمياه هذه الأرض، و في ظل أزمة المناخ الضاغطة على الأرض.
"إيبرذان وّامان" ليست فقط مسارات للسياحة و الإستجمام، هي أيضا فصول متعددة في مدرسة التنمية المستدامة، و بطاقة تعريف للإنسان السكوري الفخور بأصله، و بتاريخ قومه، و بنظافة سلوكه ﹗
سيوف فضِّيَّة
أجمل ما تتباهى به المنطقة هي هذه الهضبة: "تادوت"، حيث يحيط بها منحدر شديد، ويخترقها الجدول الذي يأتي من عمق الجبل، فينقسم ويتدفق من أعلى الجرف عبر ثلاث شلالات عمودية تزيد ارتفاعها عن مئة متر، ثلاث شلالات، عندما تُرى من سكورة، تبدو كأنها ثلاث شفرات فضية في أغمادها من الخُضرة. وعندما نضيف إلى سحر هذه المنطقة الهدوء الرائع للجبل، ذلك الصمت العظيم الذي يقطعه فقط همس المياه المتدفقة التي تسقط من صخرة إلى أخرى، سنكون قد قلنا الكثير عن جمال سكورة... تُقدم الطبيعة فيها للإنسان مادة رائعة، وعليه أن يضيف إليها ما ينقصها لجعلها ساحرة تمامًا: الازدهار.
قنطرة ثافردوست
أحيانا، تبدأ رحلتنا بإطلالة من فوق أشهر الجسور في حوض جبل ثيشوكت، قنطرة ثافردوست الأسطورية، حيث يتقاطع نهر گيگو مع حدود المنطقة المحمية ذات الأهمية البيولوجية و الإيكولوجية لجبل ثيشوكت، و حيث يبدأ النهر في كتابة حكاياته البديعة في "واد الرمان" أقدم أسماء سكورة مداز، حكايات يرويها لكم أعضاء فريقنا الشغوف على مسارات الماء المتنوعة: #إيبرذان_وامان
"قبل "التيطانيك
من معالم مسارات الماء إيبرذان_وامان و إحدى دُرَرِ التاج_الجيولوجي_لثيشوكت :
قد تكون هذه أول صورة التُقِطت لمعلمة ثافردوست الجميلة، قبل أزيد من قرن من الزمن، وسنوات قليلة فقط بعد الواقعة المشؤومة لغرق باخرة "تايتانيك".
تقول الصحيفة الفرنسية التي نشرت الصورة في أكتوبر 1920، أن هذا الطيار الذي التقطها قد قدم بذلك هدية يستحيل مكافأتها، لقائد الفيلق المكلف باحتلال هذه المنطقة المتميزة من الأطلس المتوسط، و ذلك بتوفيره صورة عمودية دقيقة التفاصيل، توضح بجلاء، طبيعة وشكل التضاريس في هذا الموقع العجيب وسط #بلاد_البارود .
حكايات مثيرة أخرى، لأبرز وقائع قصف الطيران الفرنسي للمقاومة في المنطقة، يحكيها لكم Anejdi - أنجدي، ابن البلد، من مواقع متفرقة على مسارات الماء، في سكورة مداز.
تجمعات منيعة بموازاة الواد
إلى جانب القيمة الجمالية البارزة للمناظر الطبيعية الجيولوجية في منطقة جبل ثيشوكت، يبرز التراث الثقافي والإثنوغرافي واللامادي لهذه المنطقة من إقليم بولمان، في قلب الأطلس المتوسط الشرقي. تتجمع المساكن الريفية في مواقع استراتيجية دفاعية، حيث تم بناء معظم المنازل من مواد محلية، مما يعكس بشكل مباشر أسلوب الحياة الحالي والماضي للسكان المحليين. يمتد العرض الجيوسياحي الذي نقدمه هنا ليشمل مقاربة ثقافية وتاريخية لحضارة الأمازيغ في جبال الأطلس المتوسط الشرقي.
و بذلك يُمَكِّنُكُمْ فريقُنا من الاستمتاع بجولات داخل هذه القرى الفريدة، قرية تافردوست مثلا، تشكل واسطة العقد في هذا المسار، إضافة إلى قرية تاغروت المنيعة، و التي تضم مآثر تتجاوز القرون، مرورا إلى تاروسي و إيش ن عكي، القرى المحاطة بأشجار الزيتون المعمرة لقرون، في كل منعطف منها حكاية، و عند انعراج كل ساقية في أراضيها ، ألفُ سبب للتوقف و التأمل.
كلها تجمعات بموازاة رحلة الواد، الواد الذي وهب هذه المنطقة قديما اسمها العتيق : "واد الرُّمَّـــــان".
﹗ لا زالت رحاها تدور عندنا
تم استخدام الطاقة الهيدروليكية في وقت مبكر جدًا في جبال شمال إفريقيا ، حيث نجد طاحونة المياه "تاسيرث وّامان" منتشرة في كل جبال الأطلس المتوسط الشرقي أيضا ، الجبال التي ساهمت في تطور انتشار الطواحين من خلال وجود السواقي و الممرات المائية ، إضافة إلى عامل الإنحدار التضاريسي و عامل السكان المتناثرين.
تختزن الممارسات المرتبطة بالطاحونة المائية مجموعة من قيم العمل و الإبداع والتعايش في المجتمعات الجبلية، و تشكل بذلك مرفقا جماعيا مهما، يتجسد فيه التحام التراث الثقافي المادي، بالتراث الثقافي اللامادي، نحاول أن نستجمع ما تبقى من هذا التراث على مسارات الماء في سكورة مداز.
بلاد البارود
تتقاطع كثيرا مسارات الماء في المنطقة مع مواقع ما نسميه "بلاد البارود"، انطلاقا من سكورة الأطلس المتوسط الشرقي، حيث فصول عديدة من تاريخ المقاومة المشرفة للقبائل المحلية، و حيث شواهد و مواقع متعددة رسمت مسارح المعارك و الأحداث المميزة في الثلث الأول من القرن العشرين.
من مواقع معارك "مايزل" سنة 1917، مرورا عبر "ثيزي عدني" سنة 1922، معارك "تادوت" و "بوخاموج" سنة 1923 ثم معارك ثيشوكت و غيرها وغيرها في سنة 1926، يسعدنا في كل مرة أن نروي لزوارنا وضيوفنا، حكايات الأنفة والصمود، واستماته الأجداد في هذه الجبال، دفاعا عن الأرض، ودفاعا عن الشرف ونمط العيش.
تــــاريخٌ أعمق
عملة رومانية تم العثور عليها على مسارات الماء في سكورة مداز، بالضبط على ضفاف نهر غيغو، ويعود تاريخها، وفقًا للخبراء، إلى القرن الثاني الميلادي.
في منطقة سكورة، توجد العديد من العناصر الطوبونيمية (أسماء الأماكن) التي تشير إلى وجود أو مرور الرومان في المنطقة، ولكن كل ذلك يبقى بحاجة إلى تأكيد من خلال دراسة معمقة. حتى الآن، هذه هي القطعة الوحيدة التي تم الإبلاغ عنها.
على أحد وجهي هذه العملة، و وفقًا لموقعٍ متخصص في بيع هذا النوع من القطع النقدية القديمة، رأس عاري للقيصر ماركوس أوريليوس ، بتاريخ 155 ميلادية.
و تــــاريخٌ أكثر عمقاً
كشفت حفريات أولية أُجريت في موقع آنشريف بدوار تاغروت منذ عام 2013 عن وجود ثروات أحفورية على شكل عظام للفيلة القديمة. وتشمل الاكتشافات الرئيسية نابين، حيث يبلغ طول الأكثر اكتمالاً منهما 1.58 مترًا، بالإضافة إلى شظايا من الجماجم والعديد من العظام الأخرى المتضمنة في رواسب صلبة جدًا. ترتبط هذه البقايا الحيوانية بصناعة حجرية من العصر الحجري القديم على شكل فؤوس ومطارق حجرية نموذجية لحضارة الأشولينية. وتشير الملاحظات الأولية إلى أن الموقع كان عبارة عن بحيرة جبلية قديمة شبيهة بالعديد من البحيرات الأخرى في الأطلس المتوسط.
يظهر موقع أنشريف وجود العديد من الفقاريات، وخاصة الفيل "إليفاس ريكي ريكي". هذه الاكتشافات لـ "إليفاس ريكي" هي الأولى التي تم الإبلاغ عنها في الأطلس المتوسط، و بالرغم من اكتشافه على ضفاف نهر غيغو بجماعة سكورة مداز، إلا أن الأحافير الخاصة بهذا الإكتشاف توجد في متحف الأطلس المتوسط بمدينة أزرو.
منطقة محمية
على مساحة تبلغ 12,500 هكتار، يتميز موقع جبل ثيشوكت ذي الأهمية البيولوجية والإيكولوجية بخصائصه الفيزيائية، وتنوع نباتاته وحيواناته، وغنى أنظمته البيئية. و تشكل التواءات واد غيغو الحدود الشمالية لهذا الموقع، مع الانخفاضات الموجودة في حوض تغروت وحوض سكورة.
يتميز هذا الجبل الذي يأخذ جل مساحاته ترابيا من جماعة سكورة مداز و جماعة المرس، يتميز بنباتاته الغزيرة، مما يجعله أحد أهم المناطق النباتية في المغرب، ويُذكر كثيرًا في الأدبيات النباتية باعتباره موطنًا هامًا للتنوع النباتي المستوطِن، حيث تتواجد غابات الأرز والبلوط، إلى جانب غطاء نباتي متنوع، فضلاً عن وجود العديد من أنواع العرعر.
كما أن فضاءات جبل ثيشوكت تضم مسارات للمشي الجبلي و تسلق القمم، حيث تمكنكم من بلوغ ثالث أعلى قمة في الأطلس المتوسط، كما يمكنكم البلوغ إلى قمة لهري، حيث واحدة من أعلى الآبار الجبلية، تشكل نقطة مائية مهمة على مسارات الماء في سكورة مداز.
من الشجر إلى الحجر
تشتهر هذه المنطقة من واد غيغو بانتشار بساتين الزيتون التي تعود أشجارها إلى قرون، حيث يعتبر إنتاج زيت الزيتون من بين الأنشطة الرئيسية للسكان، و على الرغم من أن نشاط الجني موسمي، إلا أن سلسلة من الأعمال الزراعية والحرفية المتعلقة بقطاع الزيتون تُمارَسُ على مدار العام، ومن بينها صيانة بناية و معدات المطحنة – المعصرة، حتى فترة عصر الزيتون كانت تمتد لأسابيع و لشهور في الجوار .
مطحنة و معصرة الزيتون التقليدية "ثاسيرث أوزقُّور" حسب لسان أهل المنطقة (ثاسيرت هي الرحى، و أزقور هو قطعة الخشب الكبيرة)، هي واحدة من مرافق الاستغلال الجماعي الهامة في القرى الجبلية مثل ثفردوست، حتى ولو كانت في ملك شخص واحد، أو أسرة واحدة، فإن الجيران لهم الحق في استعمال المعصرة، مقابل نسبة من الزيت يؤدونها لمالك المعصرة، تحددها الأعراف المحلية، كما تحدد أجرة العاملين و أجرة الدواب المستعملة للطحن، و نجد "تاسيرت أوزقّور" عبارة عن أبنية خلابة مربعة غالبا، تم إنشاؤها بتناغم الشجر والحجر، يحتوي الجزء الأساسي من هذا المبنى على "أزقُّور" أو "أنيموض" هذا المارد الممدد منتظرا أن ينام على وساداته الزيتية، يحمل حكايات تستحق أن تُروى و تُسمع ..
: دار الجيوبارك
روابطكم مع قلب الجبل
سكورة مداز هي قلب جيوبارك الأطلس المتوسط الشرقي، حيث يلتقي جمال الطبيعة مع غنى الثقافة. لا تكتمل زيارتكم لها دون زيارة "دار الجيوبارك": متجرنا التضامني الفريد، الذي يقدم لكم تجربة مميزة ومليئة بالذكريات.في هذا المتجر، تكتشفون تشكيلة رائعة من المنتجات المجالية الأصيلة لمناطق الأطلس المتوسط الشرقي، حيث تعكس الصناعات التقليدية روح الجبال و حيث كل قطعة هنا تحكي قصةَ وتعبّر عن هوية محلية غنية.لا تفوتوا أيضا فرصة اقتناء منتجاتنا الغابوية الجبلية، مثل الأعشاب الطبيعية والعسل الجبلي. هذه المنتجات هي تجسيد لعلاقتكم مع الجبل. كما ستجدون في كل مرة إبداعات جديدة تمزج بين التراث والابتكار. هذه التذكارات ستذكركم دائمًا بجمال المكان وروعة ثقافته.زيارتكم لمتجرنا ليست مجرد تجربة تسوق، بل هي رحلة لتعزيز روابطكم مع الجبل وتقديركم لتراثه. من خلال اقتناء هذه المنتجات، تساهمون مباشرة في دعم المجتمعات المحلية والحفاظ على الحرف التقليدية.اجعلوا من زيارتكم تجربة لا تُنسى، واحتفظوا بذكريات تعزز علاقتكم مع الطبيعة. نحن في انتظاركم لتكتشفوا سحر جيوبارك الأطلس المتوسط الشرقي!
لمرافقتكم
على مسارات الماء
فريقنا المكون من مرشدي التراث، و من مرشدي الفضاءات الطبيعية المعتمدين من وزارة السياحة، يستقبلكم و يرافقكم:
سيكون حسن ، حسين ، محسن ، رشيد و ربيع، من مواليد سكورة مداز الشغوفين و محبي الطبيعة، سيكونون أفضل مرشدين لكم على هذه المسارات، من قمة تيشوكت إلى أعماق سد مداز، وسيخبرونكم بالكثير من القصص البشرية والطبيعية. وحتى تلك الحكايات عن زمن التعايش مع اليهود في القرى الجبلية للأطلس المتوسط الشرقي.
حيث يمكنكم الإقامة
Page rédigée par Rachid OUTAHAR